الاثنين، 18 نوفمبر 2013

التربية والتعليم في عصر الخلفاء الراشدين


مقدمة
الخلفاء الراشدون هـم الأئـمـة الأربـعـة ، أبـو بـكـر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم أجمعين- ، وهم الذين خلفوا رسول الله -صلى الله عـلـيـه وسلم- فـي قيادة الأمة ، ومدة خـلافـتهم من انتقاله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى في 12 ربـيـع الأول سـنـة 11هـ إلى مقتل علي بن أي طالب t في 17 رمضان سنة 40 هـ: تسع وعشرون سنة وستة أشهر وخمسة أيام.
وإذا أضـيـفـت لهـا خلافة الحسن بن علي t من مقتل أبيه إلى تنازله لمعاوية بن أبي سفيانt 25 ربيع الأول سـنة41هـ ,  تكون ثلاثين سنة بالتمام ، وقد اختصوا بوصف الراشدين لصفات تميزوا بها في سلوكهم الذاتي وفي إدارتهم لشؤون الأمة ورعايتهم لدينها وعقيدتها وحفـاظهم على النـهـج الـذي جـاء بـه رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- مـن الـدعـوة، والجهاد ، وإقامة العدل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر.
والرشـد ضـد الـغـي والهوى وهو الاستقامة الكاملة على المنهاج النبوي ، وقد جاء وصفهم بهذه الصفة فـي حـديـث العرباض بن سارية -رضي الله عنه-: "... عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور" .
كما جاء وصف خلافتهم في بعض الأحاديث النبوية: أخرج الإمام أحمد في "مسنده" عن حذيفة- رضي الله عنه- قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-:"تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها..." الحديث.
وفي حديث سفينة -رضي الله عنه- تحديد لزمن الخلافة الراشدة ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء"، قال سفينة: أَمست خلافة أبي بكر -رضي الله عنه-سنتين، وخلافة عمر -رضي الله عنه-عشر سنين ، وخلافة عثمان -رضي الله عنه-اثني عشر سنة ، وخلافة علي -رضي الله عنه-ست سنين.
وقد تميز عصرهم من بين سائر عصور الدول الإسلامية بجملة من المميزات التي تميزه عن غيره، وصار العصر الراشدي مع عصر النبوة معلماً بارزاً ونموذجاً مكتملاً ، تسعى الأمة الإسلامية وكل مصلح إلى محاولة الوصول إلى ذلك المستوى السامق الرفيع ، ويجعله كل داعية نصب عينيه فيحاول في دعوته رفع الأمة إلى مستوى ذلك العصر أو قريباً منه ،ويجعله معلماً من معالم التأسي والقدوة للأجيال الإسلامية  ومن ثم صار كل مصلح وكل حاكم عادل وكل إمام مجتهد يقاس بهذا العصر ويوزن بميزانه ، حتى لقب كثير من العلماء الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (خامس الخلفاء الراشدين)، ونسبوه إليهم، وذلك لأنه سار بسيرتهم ، وسلك طريقهم ، وأعاد في خلافته رغم قصرها (99-101هـ) معالم نهجهم ,  وأحيا طريقتهم في الحكم والإدارة وسياسة الرعية.

قائمة الخلفاء
حياته
اسم الخليفة
50 قبل الهجرة إلى 13 هـ
11-13 هـ
ابو بكر الصديق e
40 قبل الهجرة إلى 23 هـ
13-23 هـ
عمر بن الخطاب e
47 قبل الهجرة إلى 35 هـ
23-35 هـ
عثمان بن عفان e
23 قبل الهجرة إلى 40 هـ
35-40 هـ
علي بن أبي طالب e









   الملامح  التربوية في عهد الخلفاء الراشدين
         القدوة
         الإقبال على العلم
         الاهتمام بالقران الكريم المصدر الأول في التشريع وهو المصدر الأول في التربية الإسلامية .
         الاهتمام بنشر المعرفة ( جمع القران الكريم )
         بدأ الاجتهاد ، التفسير
         الاهتمام باللغة العربية .
         التربية من الأحاديث
         الاهتمام بجوانب تربية الإنسان
              أهداف التربية في عصر الخلفاء الراشدين
v   أتباع منهج الرسول و تطبيق تعليماته قال الرسول ( عليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ......الحديث )
v   جمع القران الكريم في مصحف و العناية به من خلال أخذ العهد من القبائل بالقيام بتعليم القرآن الكريم للأولاد والنساء .
v   الاهتمام باللغة العربية كتعيين أبا الاسود الدؤلي لتعليم اللغة
v   إضافة علوم أخرى غير شرعية مثل علم الأنساب والسباحة و ركوب الخيل
v   بعث نخبة من الصحابة إلى الأقطار التي تم فتحها ليعلموا الناس،  ونشر العلم وتحفيظ القران .
v     الاعتماد على العلم والتعليم واعتباره من دعائم استقرار المجتمع

الإشراف على التعليم ومتابعته وتمويله وممارسة الصحابة للإشراف التربوي وإعداد المعلمين
اولا : الاشراف على التعليم
واصَلَ الصحابةُ - رضوان الله عليهم - جهودَهم التعليمية التي بدؤوها على يد النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانوا ينشرون التعليم حيثما حلُّوا في البلاد التي فتَحُوها، أو تلك التي أنشؤوها، خاصة أولئك الصحابةَ الحفَّاظ الذين اشتهروا بتعليم القرآن وغيره منذ حياة النبي - عليه الصلاة والسلام.
وقد أدَّى اتِّساعُ الفتوحات الإسلامية وتزايُدُ أعداد الداخلين في الإسلام، أفرادًا وجماعاتٍ وشعوبًا - إلى إحساس الصحابة - رضوان الله عليهم - بضرورة أن يكون هناك نوعٌ من التحديث في مسار العملية التعليمية، بما يلبي متطلباتِ هذه المرحلة، ويفي بحاجات المتعلمين الراغبين في التعرُّف على أحكام الإسلام، وإتقانِ تلاوة القرآن الكريم، والوقوفِ على أسراره وأحكامه ومعانيه، فاستدعى ذلك أن يهتموا بجانب الإشراف التربوي - وإن لم يسمُّوه بهذا الاسم - ويمارسوه بصور مختلفة، تمثِّل بعضَ مظاهر العملية الإشرافية بمعناها الحديث.
وكانت الجهة الأولى المهتمَّة بممارسة الإشراف التربوي في هذه المرحلة هم الخلفاءَ الراشدين - رضوان الله عليهم - حيث كانوا يمارسون عملياتِ الإشراف التربوي على مسار العملية التربوية والتعليمية بنِسَبٍ مختلفة، وأشكال متنوعة.
وما اهتمامُهم بجمْع القرآن الكريم وتدوينِه في عهد أبي بكر الصديق، ثم في عهد عثمانَ بنِ عفان - رضي الله عنهما - إلا نوعٌ من ممارسة هذا الإشراف التربوي، وحرصهم على حماية القرآن - أساس التعليم ومرجعيته الأولى في الإسلام - من أن يطرأ عليه تغيير، أو يتعرض للضياع. ولم تكن ممارسة الإشراف التربوي على المعلمين مقصورةً على الخلفاء وحدهم في العهد الراشدي؛ بل كان كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - يقومون بأداء هذه المهمة،
بحسب مواقعهم والظروف المحيطة بهم.وخير مثال على ذلك منهجُ أبي الدرداء - رضي الله عنه - الذي كان يتَّبعه في تعليم القرآن الكريم في مسجد دمشق، حيث كان يقسم تلاميذه إلى مجموعات، ويعين لهم مقرئين، "فكانوا يقرؤون ويتسابقون عشرة عشرة، لكل عشرةٍ منهم مقرئٌ، وكان أبو الدرداء قائمًا يستفتونه في حروف القرآن - يعني المقرئين - فإذا أحكم الرجلُ من العشرةِ القراءةَ، تحوَّل إلى أبي الدرداء، وكان أبو الدرداء يبتدئ في كل غداة إذا انفتل من الصلاة، فيقرأ جزءًا من القرآن، وأصحابه محدقون به يسمعون ألفاظَه، فإذا فرغ من قراءته، جلس كلُّ رجل منهم في موضعه، وأخذ على العشرة الذين أضيفوا إليه"فهذا الأسلوب الذي اتَّبعه أبو الدرداء يمكن اعتبارُه أنموذجًا مبكرًا للتعليم المصغر للمعلمين أثناء الخدمة، الذي بدأتْ تدعو إليه حديثًا المؤسساتُ التعليمية في أمريكا وغيرها، بعد أن كان مقصورًا على تأهيل المعلمين قبل الخدمة.
ثانيا : تمويل التعليم
روي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كتب إلى أبي موسى الأشعري "أن اكتب إليّ بمن قرأ القرآن ظاهرا" ، أي حفظه غيابا عن ظهر قلب، قال فكتب أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب أنه قرأ القرآن عندنا كذا وكذا، فكتب إليه عمر بن الخطاب أن افرض لهم من بيت المال، فلما كان في العام الثاني كتب إليه أنه قرأ القرآن عندنا كثير لأكثر من ذلك، فكتب إليه عمر أن امحهم من الديوان فإني أخاف من أن يسرع الناس في القرآن قبل أن يتفقهوا في الدين فيتأولوه على غير تأويله .
وفرض علي بن أبي طالب  لقارئ القرآن جُعلا (أي راتبا) من بيت المال إن شاء أخذه في الدنيا وإن شاء أجره الله به في الآخرة، فقد روي عن علي أنه "فرض لمن قرأ القرآن ألفين ألفين" وروي عنه أيضا أنه قال: "من ولد في الإسلام فقرأ القرآن فله في بيت المال في كل سنة مائتا دينار، إن أخذها في الدنيا وإلا أخذها في الآخرة".
المتعلم في عهد الخلفاء الراشدين
وفي عهد الخلفاء الراشدين (y) ازدادت مسئولية الدولة الإسلامية عن التعليم والإشراف عليه والتخطيط له، لاسيما بعد أن اتسعت الفتوحات الإسلامية وانشغل بها المسلمون عن تعليم أبنائهم، هذا بالإضافة إلى حاجة المسلمين الجدد في البلاد المفتوحة إلى من يعلمهم آيات القرآن الكريم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وقد تطلب هذا الوضع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من جانب الخلفاء الراشدين لتحقيق مسئولية الدولة الإسلامية عن التعليم.
, فأصدر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب t في خلافته أوامره بإنشاء المكاتب الإسلامية (الكتاتيب) لتعليم الأطفال الصغار، وتعتبر قرارات أمير المؤمنين عمر فيما يتصل بإنشاء المكاتب الإسلامية وتنظيم العطلات فيها من أقدم ما عرف من رعاية وإشراف للدولة الإسلامية فيما يتصل بتعليم الصغار
تعليم المرأة :
وقد نهل النساء المسلمات في الصدر الأول من الإسلام من النبع الصافي حيث ظهر منهن النابغات في مختلف العلوم والفنون، وبرز من النساء المفسرات والفقيهات وراويات الشعر والأخبار وعالمات الأنساب، وأسهمت المرأة في نقل الأحكام إلينا عن طريق السند حيث كان منهن النساء الثقات المحدثات، ولاسيما ما يخص أحكام النساء والبيوت، وكان جل الصحابة والخلفاء رضي الله عنهم يرجعون إلى أمهات المؤمنين، وعلى رأسهن عائشة وحفصة وأم سلمة ـ رضى الله عنهن ـ يستفتوتهن عما خفي عليهم من أحكام دينهم أو غاب مما له صلة بالمرأة، واشتهر منهن جماعة برواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تعليم حديثي العهد بالإسلام :
اتسعت الفتوحات الإسلامية في مصر والشام والعراق وفارس، ومصرت الأمصار كالبصرة والكوفة والفسطاط، وبدت حاجة المسلمين الجدد في هذه الأمصار إلى من يقوم بتعليمهم، بعد أن أصبح من غير الميسور على الخليفة بالعاصمة (المدينة المنورة) أن يعلم هؤلاء المسلمين لبعد الشقة وطول المسافة .
وكان الخلفاء الراشدون يختارون هؤلاء المعلمين من القراء والفقهاء من صحابة رسول اللهr  وكان محور نشاطهم هو تعليم المسلمين القرآن الكريم ومبادئ الدين الإسلامي وأحكامه وحقق هؤلاء المعلمون نتائج جادة في نشر العلم في الأمصار حيث "كانت حلقات التعليم أكثر ما كانت في البلاد التي اعتنق أهلها الإسلام بعد عهد الرسول r.
رابعاً : أساليب التربية في عصر الخلفاء الراشدين :
أ_التعليم عن طريق الخلفاء أنفسهم وذلك عن طريق  الخطب العامة من فوق المنبر في المسجد كخطبة الجمعة والعيدين والخطبة الجامعة في موسم الحج وعند طروء أمر ((أسلوب المحاضرة))
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال "كان أبو بكر t يعلمنا التشهد على المنبر كما يعلم المعلم الغلمان في الكتاب" .
و يروي الإمام مالك رحمه الله في الموطأ عن عبد الرحمن بن عبد القاري "أنه سمع عمر بن الخطاب (t) وهو على المنبر يعلم الناس التشهد يقول: قولوا التحيات لله ...)
مجالس خاصة في المسجد أو في منازلهم أو في منزل أحد الصحابة :
كان عمر بن الخطاب (t) يحرص على تعليم كل أفراد رعيته، حتى إنه كان كما روى ابن الجوزي "ينتقل إلى الناس ويعلمهم في أماكنهم.
حلقات منتظمة :
وكان علي بن أبي طالب (t) من أبرز من قاموا بالتعليم من الصحابة عامة والراشدين خاصة بعد أن انتقل رسول الله (r) إلى الرفيق الأعلى "ولعل حلقته كرم الله وجهه في المسجد النبوي طوال إقامته في المدينة المنورة في عهد الخلفاء السابقين عليه، ثم حلقته في جامع الكوفة حين استقر هناك، لعل هذه الحلقة من أهم الحلقات التعليمية بعد عهد الرسول الكريم إن لم تكن أهمها على الإطلاق.
ب- إرسال المعلمين إلى الأمصار الإسلامية ( البعثات التعليمية ):
اتسعت الفتوحات الإسلامية في مصر والشام والعراق وفارس، ومصرت الأمصار كالبصرة والكوفة والفسطاط، وبدت حاجة المسلمين الجدد في هذه الأمصار إلى من يقوم بتعليمهم، بعد أن أصبح من غير الميسور على الخليفة بعاصمة الخلافة أن يعلم هؤلاء المسلمين لبعد الشقة وطول المسافة , فبدأ الخلفاء بإرسال المعلمين إلى هذه الأمصار .
وكانوا يختارونهم من القراء والفقهاء من صحابة رسول الله (r) وكان محور نشاطهم هو تعليم المسلمين القرآن الكريم ومبادئ الدين الإسلامي وأحكامه وحقق هؤلاء المعلمون نتائج جادة في نشر العلم في الأمصار حيث "كانت حلقات التعليم أكثر ما كانت في البلاد التي اعتنق أهلها الإسلام بعد عهد الرسول (r.
وكانت الإرسالية الأولى التي بعث بها عمر بن الخطاب (t) قد اتجهت إلى الشام، وكانت تتمثل في ثلاثة من كبار علماء الصحابة وفقهائهم، هم معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء، إلى حمص ودمشق وفلسطين .
وبعث عمر (t) إلى الشام بعد هؤلاء الثلاثة عبد الرحمن بن غنم الأشعري "ليفقه أهلها في الدين
واتجهت الإرسالية الثانية التي بعث بها عمر بن الخطاب (t) إلى الكوفة، وكانت تتمثل في اثنين من علماء الصحابة وهما عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود، وأما الإرسالية الثالثة التي بعث بها عمر بن الخطاب (t) فقد اتجهت إلى البصرة، ويبدو أنها كانت أكبر الإرساليات الثلاثة من حيث العدد، فقد روى ابن الأثير "أن عمر بن الخطاب لما بعث أبا موسى الأشعري إلى البصرة بعث معه تسعة وعشرين رجلا من أصحاب رسول الله (r)، منهم أنس بن مالـك وعمران بن حصين وهشام بن عامر" , وعبد الله بن المغفل و كان أحد النفر الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى البصرة يفتونهم"
أسلوب البيان العملي :
ووصل اهتمام عمر بن الخطاب (t) بتعليم رعيته كل ما يحتاجون إليه في حياتهم أنه كان يعلم المرأة كيف تعد طعام بيتها، فقد روي عن حزام بن هشام عن أبيه قال: "رأيت عمر بن الخطاب عام الرمادة مر على امرأة وهي تعصد عصيدة لها، فقال: ليس هكذا تعصدين، ثم أخذ المسوط (ما يخلط به كالملعقة) فقال: هكذا، فأراها، وكان يقول: لا تذرن إحداكن الدقيق حتى يسخن الماء بل تذره قليلا وتسوطه بمسوطها فإنه أريع له وأحرى ألا يتقرد، أي يتجمع ويركب بعضه بعضا"
اسلوب ضرب المثل :
مثَل التقوى: كرجُلٍ دخل مفازةً فيها شَوْكٌ، فشمَّرَ عن ثيابِه، قيل: إنَّ عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - سأل أبَيَّ بنَ كعبٍ عن التَّقوى؟ فقال له: أمَا سلكْتَ طريقًا ذَا شوكٍ، قال: بلى، قال: فما عملتَ؟ قال: شمَّرتُ واجتهدتُ، قال: فذلك التَّقوى.
اسلوب التربية بالقدوة :
وكتب عمر بن الخطاب (t) كتابا مع إرسالية عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود إلى أهل الكوفة يقول فيه "أما بعد، فإني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا، وابن مسعود معلما ووزيرا، أو قال مؤدبا ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد (r) من أهل بدر، فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي، فتعلموا واقتدوا بهما"



المؤسسات التربوية :
أ ) المسجد :
 كانوا رضوان الله عليهم يولون التعليم بالمسجد أهمية كبرى,من خلال الخطب او الحلقات , ويتولون تلك المهمة بأنفسهم .
ب ) إرساليات المعلمين الى الأمصار الإسلامية:
بهدف نشر تعاليم الإسلام وقد كانت مسئولية دولة الراشدين حيث اتسعت الفتوحات
ج ) الكتاتيب :
وظهرت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وكان لها تنظيم خاص بهاسابق لغيره من الأنظمه التربوية .
نموذج تربية تطبيقي :  (عمر بن الخطاب رضي الله عنه)
تعليم مستمر _ التعليم الديني الاساسي
_ كان عمر رضي الله عنه ينتقل الى الناس ويعلمهم في أماكنهم .
_ كان يعلمهم التحيات على المنبر.
تربية اقتصادية :
_ في عام الرمادة : قال للزبير رضي الله عنه ...,ومن لم تستطع حمله فمر لكل أهل بيت ببعيربما عليه, ومرهم فليلبسوا كسائين ولينحروا البعير فيحملوا شحمه وليقددوا لحمه وليجتزوا جلده, ثم ليأخذوا كبة من قديد وكبة من شحم وحفنة من دقيق فليطبخوا ويأكلوا حتى يأتيهم الله برزق .
تعليم المرأة :
عن حزام بن هشام قال رأيت عمر عام الرمادة مر على امرأة وهي تعصد عصيدة لها فقال ليس هكذا تعصدين
,  ثم أخذ المسوط فقال هكذا ,فأراها ,وكان يقول لا تذرن إحداكن الدقيق حتى يسخن الماء بل تذره قليلاً وتسوطه بمسوطها فأنه أريع له وأحرى ألا يتقرد, أي يتجمع ويركب بعضه بعضاً .
 نشر التعليم والمعرفة _ تنظيم اداري:
ويتجلى ذلك في الارساليات التي بعث بها للشام والكوفة وغيرها .والإرسالية الاولى كانت للشام تتمثل في ثلاث من كبار الصحابة .وفي جامع دمشق وحده بلغ عدد الذين يقرأون القران ما يزيد على 1600 فرد لكل 10 منهم عريف فإذا أخطاء أحدهم رجع لعريفه وإذا أخطاء العريف رجع لأبي الدرداء رضي الله عنه .
تعليم الكبار :
في عهده رضي الله عنه أخذ التعليم في المسجد يأخذ طابع القصه التربوية الموجهه , فقد استأذنه تميم الداري رضي الله عنه أن يقص في المسجد وأن يذكر بالله فأذن له أن يفعل يوم الجمعه قبل الصلاة .
ومن تاج العروس هذه القصه
لقي عمر أعرابياً فقال له أتحسن أن تقرأ القرآن ,قال نعم , قال فأقرأ أم القرآن , قال والله ما أحسن البنات فكيف الأم ؟
قال فضربه بالسوط ثم أسلمه الى الكتاب فمكث فيه ثم هرب وأنشأ يقول :
               أتيت مهاجرين فعلموني     ثلاثة أسطر متتابعات
               كتاب الله في رق صحيح    وآيات القرآن مفصلات
               فخطوا الى أبا جاد وقالوا     تعلم صفعاً وقريشات
إنشاء المكاتب الإسلامية :
كانت تهدف لتعليم الصغار , وكان لها تنظيم من حيث العطلات فيها والاستراحات.(أقدم ما عرف عن تنظيم الدولة للتعليم)
المتابعة والتقويم : كان هناك ما يشبه التقارير والمراسلات بينه وبين ولاة الامصار حول سير التعليم .
الدعم المادي والمعنوي : فقد طلب الفاروق من أبي موسى الاشعري رضي الله عنهما حصر من حفظ القرآن عن ظهر قلب ,ثم فرض لهم من بيت المال .وكتب الى أمراء الأجناد أرفعوا الي كل من حمل القرآن حتى ألحقهم في الشرف من العطاء وأرسلهم يعلمون الناس . كان يمول القائمين على التعليم: بالاحتساب او ما يكفي حاجاتهم من بيت مال المسلمين .
يتبن لنا مما سبق أن المدرسة العُمرِية أصبحت متميزة بالمنهج المرسوم المخطط ,فقد حددت وظهرت المواد الدراسية فيه , فهي القرآن الكريم , والسنة المطهرة ,و القراءة والكتابة , وعلم الفرائض المختص بالحساب .



المراجع :
(تفسير البغوي)
سنن الترمذي .
التربية الإسلامية (من الأصول والتطبيقات)_ د عبدالقوي محمد حسين .
التعليم في المدينة المنورة من العام الهجري الاول الى 1412هـ _ناجي الانصاري , دراسة تاريخية وصفية تحليلية 1414هـ .
- التربية الإسلامية (من الأصول والتطبيقات) , د . عبدالقوي حسين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق